Ahlan wa Sahlan ayyuha zumala....

ketika kami termenung, ia datang dengan banyak cerita.

ketika kami terpuruk, ia datang dengan banyak harapan.

ia ada di mana-mana namun tak kemana-mana.

Senin, 02 Januari 2012

النسخ

ويخصص المؤلف المبحث السادس عن " أنواع النسخ في القرآن الكريم" وأحسب أن هذا المبحث هو جوهر الكتاب ويقدم فيه المؤلف رؤيته الخاصة ويسعى من خلاله لتحقيق أهدافه من وراء كتابه هذا. يقدم المؤلف التقسيم التقليدي لأنواع  النسخ في القرآن الكريم وهي: نسخ الحكم والتلاوة، ونسخ الحكم مع بقاء التلاوة، ونسخ التلاوة مع بقاء الحكم. ويعرض المؤلف لهذه الأنواع بين المجيزين والمانعين في الأصوليين، ويعرض باستفاضة لآراء الشيخ الغماري الذي ناقش الروايات التي يعتمد عليها القائلون بنسخ التلاوة في القرآن ويفندها واحدة واحدة،  لأنه من الرافضين للقول بالنسخ في تلاوة القرآن الكريم، ويتبنى علي جمعة رأي الغماري،  ثم يخصص جزءا تحت عنوان " الرأي المختار في أنواع نسخ القرآن" يقدم فيه رؤيته الفاصلة والحاسمة في هذه المسألة الشائكة فهو من الرافضين لمسألة النسخ في تلاوة القرآن الكريم لأن هذا " يفتح باب شر كبير من جهتين: الأولى: القول بتحريف القرآن فيصبح ذلك حجة بيد المبشرين للقول بتساوي القرآن مع المحرف من التوراة والإنجيل، وهو مدخل تبشيري قديم أشار إليه ابن حزم في كتابه الفصل أثناء مجادلته للنصارى حيث ادعوا أن القرآن محرف أيضا بناء على كلام الشيعة من المسلمين فرد عليهم بقوله" ومن قال لكم إن الشيعة مسلمون". الثانية: القدح في إطلاقية القرآن، وأعني بها أن القرآن صالح لكل زمان ومكان .." ويذهب المؤلف إلى أمرين: أولا-  امتناع نسخ التلاوة كما ذهب إليه الغماري في كتابه " ذوق الحلاوة في امتناع نسخ التلاوة" فكما أشرنا من قبل أن رأي علي جمعة في موضوع النسخ في القرآن هو نفس رأي العلامة الغماري، ويلخص أسباب الغماري في عدة أسباب منها:
أو ننسها" وقوله تعالى " وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر"؟ يذهب الغماري – مستندا إلى آثار سابقة عند ابن عباس ومجاهد وأصحاب ابن مسعود والسدي- إلى أن الآية هنا مقصود بها الحكم وليس اللفظ، فالآية محل الحكم لا ينسخ لفظها وإنما ينسخ حكمها، وقد ذكرت الآية لأنها أصل الحكم، ويكون النسخ والترك لحكم الآية وليس لألفاظها، فليس هناك نسخ للتلاوة إطلاقا في القرآن الكريم، أما لفظ " ننسها" فالمقصود به التأجيل والتأخير، أي يؤخرها الله عز وجل فلا يغير حكمها، فالآيات لا تنسخ وإنما بعض الآيات تنسخ أحكامها وأيات آخرى تظل أحكامها كما هي لا تتغير. وقوله عز وجل " نأت بخير منها" يقصد الأحكام ن؁سها وليس الآيات فآيات القرآن وألفاظه سواء للمكلفين تلاوة حرف منها بعشر حسنات، بينما تتفاوت الأحكام فالحكم السهل أفضل من الحكم الصعب بالنسبة للمكلف، والحكم الكثير الثواب خير من القليل الثواب. ويمتد نفس المعنى إلى الآية " وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل  قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون" وقد قال البغوي في تفسيرها إن المقصود تبديل حكم الآية بحكم آخر، وقد قال مشركو مكة إن محمدا مختلق يأمر أصحابه اليوم بأمر ثم ينهاهم عنه غدا. وهكذا ينتهي المؤلف إلى أنه ليس هناك نسخ للتلاوة إطلاقا في القرآن الكريم، وإنما النسخ يتعلق ببعض الأحكام وهو ما يبحثه في ثانيا.
ثانيا: ويعرض المؤلف لرأيه في مسألة نسخ أحكام القرآن لبعضها البعض،  ويرى وجوب تعميم إشارة للزركشي تابعه فيها السيوطي عن وجوه نسخ الأحكام في القرآن الكريم وهي على ثلاثة وجوه: الأول ليس نسخا حقيقة وإنما " نسئ" كما قال تعالى " أو ننسها" والمقصود بها ما أمر به الله لسبب ثم يزول السبب فيزول الأمر، ومنها الأمر بالصبر حين الضعف والقلة والأمر بالقتال أو السيف حين ا$D9�قوة، فآية السيف ليست ناسخة لآيات التخفيف، إنما يجمع بينهما لأن كل أمر ورد فيهما يمكن امتثاله في وقت ما لعلة توجب الأخذ بواحد منهما في ذلك الوقت، فكل منهما يجب امتثاله في وقته. وينهي المؤلف هذا المبحث بجزء تطبيقي يطبق فيه هذا الرأي على آيات عديدة قيل إنها ناسخة ومنسوخة من جهة الحكم" ويمكن ذلك بأن نجعل كل الآيات التي ذكر فيها أنها منسوخة إنما تثبت حكما شرعيا على المكلفين في حالة معينة وأن الآيات التي قيل فيها إنها ناسخة تثبت حكما شرعيا آخر عند تغيير الحالة الأولى إلى حالة أخرى، يعني إذا رجعت الحالة الأولى رجع معها الحكم المنزل بإزائها" ويطبق هذا المنهج على أربعة عشر مثلا منها آية الوصية وما قيل عن نسخها بالحديث الشريف " لا وصية لوارث" أو بآية المواريث، ومنها أيضا القتال في الحرم، وإنفاق فضول الاموال،ونكاح المشركات والكتابيات، وحبس الزانيات، وذبائح الكتابيين والميتة... إلخ. وينتهي المؤلف في أمثلته الكثيرة إلى أنه ليس هناك نسخا ولا محلا للتعارض بين هذه الأزواج من الآيات، وأخيرا يختم هذا المبحث بالنتيجة التالية " ونرى مما سبق أن الوارد في القرآن لا ينسخ بعضه بعضا ولكن قد ينسخ ما يثبت في السنة باعتباره تدريجا للتشريع كما أن السنة تنسخ السنة"
والرأي الأخير من المؤلف قد نختلف أو نتفق معه، فنس أحكام القرآن لبعضها بعضا ليس مستحيلا عقليا وجائز في الوقوع لأنه  نوع من أنواع  التدرج في التشريع كما أنه لا يتناقض مع المبدأ الإلهي في حفظ الذكر الحكيم، كما أنه واقع فعلا حسب رأي الكثير من العلماء.  أما رأي المؤلف الأهم في نفي نسخ التلاوة عن القرآن الكريم والذي تابع فيه العلامة الغماري – وقد استند الغماري في آرائه إلى بعض القدماء ولكنه لم يحدد أسماؤهم-  فهذا الرأي مما يجب علينا جميعا اعتباره القول الفصل والرأي الحاسم في تلك المسألة لأن الرأي القائل بوجود نسخ للتلاوة في القرآن الكريم أدى إلى شناعات وفتح بابا للحاقدين والمبشرين وأعداء الإسلام، وهذا الرأي من المؤلف يمثل القيمة الجوهرية لكتابه هذا وقد نوه هو بذلك في مقدمة كتابه، وقد آثرت تأخير هذا التنويه إلى نهاية العرض ليكون توكيدا أخيرا وليس تمهيدا على الفكرة الرئيسية في الكتاب. يقول المؤلف " فكان هذا البحث الذي بين أيدينا عارضا لأقوال الأصوليين ومفترضا رأيا جديدا تجاه النسخ في القرآن، حيث يقر النسخ في السنة المشرفة ويبقي على ما ذهب إليه الأصوليون من آراء ومباحث في مجال السنة فقط مع القول بعدم وجود النسخ في القرآن وإن أقر بوجود تغير الأحكام فيه لتغير الأحوال بحيث يمكن أن يستفاد مما ورد في الكتاب الكريم كلما رجع الحال إلى ما كان عليه الأمر الأول، منزها القرآن عن مجرد شبهة التحريف ومنزلا إياه على ما يليق به من خطاب العالمين إلى يوم الدين" [2]



[2] النسخ عند الأصوليين ,المؤلف:  أ. د علي جمعة مفتي الديار المصرية ,الناشر:  نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ,تاريخ النشر: الطبعة الأولى فبراير 2005

1 komentar: